ليلة الثالث إلى الرابع من مارس ذكرى استشهاد “الشهيد العربي بن مهيدي ” 
محمد العربي بن مهيدي مناضل جزائري وأسطورة الثورة الجزائرية من مواليد
مدينة عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر.
نشأته
ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية
أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين
دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى
باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي
انتقلت هي الأخرى إلى مدينةبسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم
الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية
“فوج الرجاء” ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان.
حياته
كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب
الفن ، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية
كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري
له قبل أندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي
يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية “في سبيل التاج” التي ترجمها إلى
اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي
وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة
الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين
الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية
ولقد كان هذا الرجل يستعمل كل الأساليب العصرية والحديثة لخدمة الجزائر التي فداها
بدمه وروحه فقد كان رمز الرجل الذي يحب وطنه ويلتزم بمبادئ دينه ويعيش عصره
وينظر إلى المستقبل ويفكر في كيفية بنائه، وقد كتب عنه أحد العارفين به في
عدد 20 أغسطس 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية
آنذاك يقول أنه “شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، بعيد كل البعد عن كل
ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب
العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في
شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة
مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي
بنضاله وجهاده على بلاده ودينه.
النشاط السياسي
في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام
بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 مايو 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه
بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من
بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من
أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف
وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري
الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول
التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 إختفى عن
الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند
تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين
ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية.
نشاطه أثناء الثورة
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع
بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب
وأيضا أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا، وأصبح أول
قائد للمنطقة الخامسة وهران. كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لإنعقاد
مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، وعّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق
والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة)، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956.
مقتله
العربي بن مهيدي في أيامه الأخيرة