معاناة المحامي والطبيب
في مسألة فيها نظر, مستجدات
مساهمة بتوقيع الاستاذ عمار خبابة
معاناة المحامي والطبيب
يقصد الطبيب ذوو العلل والأمراض ، و يلجأ إلى المحامي أصحاب القضايا
والنوازل . فالطبيب يهتم بتشخيص أمراض الذات في حين ينصب عمل
المحامي على ما يحصل بين الأشخاص من تدافع وعلاقات تنتهي بالنزاعات .
و إذا كان الإختلاف بين المهنتين بين وواضح فإنهما يتحدان في المعاناة من
ظاهرة الإهمال واللامبالاة التي تطبع سلوك الفرد تجاه ذاته وتجاه علاقاته
ففي المجال الطبي تجد أناسا لا يزورون الطبيب إلا إذا تراكمت في ذواتهم
الأمراض والاسقام ، وحينما يزورونه يجد أمامه حالة ميئوس منها ، وفي
أحسن الحالات لا يستطيع سوى معالجة مرض معين ، أملا في مداواة
الأسقام الأخرى مستقبلا و نفس الحالة تواجه المحامي فقد يزوره شخص
طلبا للاستشارة لكن عند المناقشة و الإطلاع على القضية ، يجد أن مشكل
الموكل يتعلق بمجموعة من الوقائع وتتطلب هذه الوقاءع تسجيل أربع أو خمس
قضايا متسلسلة متراكمة فوق بعضها البعض ولا يمكن فصل الواحدة عن الأخرى
فالطبيب والمحامي كلاهما مكلف ببذل عناية ، لا بتحقيق نتيجة ، واطذا اردت فعلا
ان تستفيد من خدماتهمهما فبادر الى استشارتهما في الوقت المناسب ، وانسب
وقت يكون قبل وقوع الاصابة ، وحدوث التصرف لذلك يقال درهم وقاية خير من ألف
درهم علاج ، وكما يوجد الطب الوقائي ، توجد الاستشارة القبلية فاذا كانت الكثير
من الأمراض يتعذر علاجها ، فان الكثير من القضايا والنوازل لا تجد حلا بسبب اللامبالاة
و الإهمال والتسيب الذي يطبع سلوك الكثير من الناس ، حتى إذا أصيبوا ووقعوا لم
يجدوا مخرجا ، وفي مثل هذه الحالات لا تنفع الاستشارة أية استشارة.
الاستاذ عمار خبابة
2017-03-13