الرئيسية / اهم الاحداث / مستجدات قضية المحامي المعتدى عليه و محاولة دفنه حيا

مستجدات قضية المحامي المعتدى عليه و محاولة دفنه حيا

لأمن طوّق المحكمة وسط حالة تأهب قصوى والمحامون هبوا للتضامن مع زميلهم من عدة ولايات

أمر قاضي التحقيق لدى محكمة مسكيانة في أم البواقي، في ساعة متأخرة من مساء أمس، بحبس ابن

الوزير الأسبق المنتدب لدى وزارة الشبيبة والرياضة «ب.م»، المتهم «م.س»، برفقة شريكه في العقد

الثاني من عمرهما، رهن الحبس المؤقت، لتورّطهما في قضية اختطاف محامٍ معتمد لدى مجلس قضاء أم البواقي.

ويتعلق الأمر بالمسمى «م.أ.م» واقتياده على متن سيارة سياحية ليلا إلى منطقة جبلية تقع بضواحي

دوار «عرقوب الطين»، أين قاما بالاعتداء عليه بالضرب المبرح قبل أن يشرعا في حفر قبر لدفنه حيا،

ولحسن الحظ أن هاتف الضحية كان مفتوحا ومسموعا من طرف المتصلين.

خاصة زوجة المحامي التي كان لها الفضل الكبير في إنقاذ حياته من الموت المؤكد، في ظل سماع

الحوار الذي كان يدور بين المتهمين والضحية، الأمر الذي زرع الشك والخوف لدى الخاطفين اللذين

تراجعا عن العمل الذي كانا بصدد القيام به، ليقوما بإطلاق سراح الضحية بعد أن أكد لهما أنه لن يقدم

شكوى ضدهما.

وحسب المعلومات المستقاة من التحقيق، فإن خلافات سابقة وأخرى حدثت بين المتهم الأول، ابن الوزير

السابق، والمحامي، أهمها التأسس ضده في قضيتين تتعلقان بالاعتداء على دركي وقضية تخصّ

طليقته، جعلت هوّة الخلاف تتسع بين الطرفين، ليقوم المتهم بمساعدة شريكه بإيهام المحامي أن

لأحدهما قضية.

وبعد ركوبه السيارة قاما باختطافه ليلا على متن مركبة والذهاب به إلى منطقة جبلية لتسوية الأمور

العالقة بينهما، ولحسن حظ المحامي أنه خرج سالما رغم الأضرار الجسدية والنفسية التي تعرض لها.

وقد سبق لـ «النهار» وأن تناولت موضوع القضية في أحد أعدادها السابقة.

حضور أمني وجماهيري كبير أمام محكمة مسكيانة

عرفت، أمس، الساحة المحاذية لمحكمة مسكيانة الابتدائية،  إقبالا كبيرا من أهل وأصدقاء الضحية

ومتعاطفين معه، حيث تجمهر العشرات من المواطنين زُرافات زُرافات بالقرب من هذا الهيكل العمومي

من أجل معرفة تفاصيل هذه القضية التي باتت حديث العام والخاص على المستوى المحلي والوطني

، بالنظر إلى حساسية الموضوع ووزن أطرافه وطبيعة سكان المنطقة.

حدث هذا وسط تعزيزات أمنية كبيرة، إذ انتشر رجال الأمن على بعد أمتار من موقع الحدث تحسبا لحدوث

ملاسنات كلامية أو احتكاكات بين أهالي أطراف هذا الملف الشائك، الذي وُضِع أمام الجهات القضائية للبتّ

فيه حتى يأخذ كل طرف حقه.

محامون من العاصمة وباتنة وقسنطينة حضروا تضامنا مع زميلهم

شهدت، أمس، فترة تقديم أطراف القضية أمام الجهات القضائية حضورا مكثفا من طرف أصحاب

الجبة السوداء، الذين تضاموا في هبة واسعة مع زميلهم، من خلال التجمع للحديث عن الموضوع، قبل

دخولهم رواق المحكمة، حيث حضر مجموعة من ممثلي النقابات وأساتذة من عدة ولايات كقسنطينة

وباتنة وتبسة والجزائر العاصمة.

وهذا من أجل التأسس في القضية   للدفاع عن زميلهم الذي تعرض إلى عملية اختطاف واعتداء، حسب

تصريحاته التي أدلى بها لـ «النهار» في وقت سابق، أين سرد الضحية موضوع الاختطاف وأسبابه.

كل مساعي الصلح بين الطرفين باءت بالفشل

سعت أطراف تتشكل من أعيان وسياسيين وأعضاء المجتمع المدني بمنطقة مسكيانة والضلعة

ومناطق أخرى من الولاية، لجمع الإخوة الفرقاء حول طاولة واحدة من أجل إقامة الصلح بين

الطرفين، إلا أن تشبث كل طرف برأيه حال دون إتمام عملية الصلح، رغم إلحاح أشخاص ذوي

وزن في وسط أقارب الطرفين من أجل طي ملف القضية التي أثارت حديث العام والخاص، إلا أن

كل المساعي باءت بالفشل، أمام تمسك الضحية بحقوقه تاركا المجال للجهات القضائية لقول

كلمتها في هذا الأمر.

حضور مجموعة كبيرة من الشهود في القضية

كما عرفت القضية حضور مجموعة من الشهود تم استدعاؤهم من طرف الجهات القضائية

 للإداء بشهادتهم أمام وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق حول بعض الأمور التي تتعلق بملف

القضية، سواء كانت ليلة الحادثة أو أمور حدثت قبل وقوع عملية الاختطاف والاعتداء، حيث استمعت

نيابة محكمة مسكيانة إلى الشهود من أجل معرفة كل حيثيات الملف، حتى يتسنى لها تكييف

التهم الموجهة للمتهمين في هذه القضية.

المحامي الضحية يقدم شهادتين طبيتين في ملف القضية

قدم الضحية في قضية الحال شهادتين طبيتين إحداهما من طرف الطبيب النفسي تؤكد تأثره

نفسيا بعد تعرضه إلى عملية الاختطاف وإلى الاعتداء الجسدي من طرف المتهمين، كما قدم

في الملف شهادة طبية أخرى حررت من طرف الطبيب الشرعي، تؤكد عجزه عن العمل

لمدة 8 أيام، حسبما أكدته مصادر «النهار».

نشر في النهار اون لاين بتاريخ 15-03-2018

عن المحامي