سر ارتداء المحامون الروب الأسود
في أوائل القرن الثامن عشر اشتغل قاضي بأحد المراكز القضائية الرئيسية
بجزيرة مالطا. وحدث أنه بينما كان يرتدي ملابسه في صباح أحد الأيام لفت نظره
مشاجرة وقعت تحت نافذته ولما تطلع للخارج رأى رجلين يتشاجران ثم طعن
أحدهما الآخر بخنجر صغير.
ورأى القاضي وجه القاتل بوضوح عندما هم بالفرار… (وفي نفس الوقت ألقى
بجراب الخنجر بعيدا ثم اختفى)… ظهر بعد ذلك خباز كان على مقربة من محل
الحادثة وعثر أولا على جراب الخنجر فأخذه ووضعه في جيبه.
ولكن ما إن وقع نظره على الجثة حتى ارتعد وفر هاربا خشية اتهامه بارتكاب
الجريمة وكل هذه الأمور وقعت على مرأى من القاضي كامبو… إثر ذلك وصل
رجال البوليس إلى محل الحادث ولما لاحظوا فرار هذا الرجل من بعيد طاردوه
وتمكنوا من القبض عليه، ولما فتشه أحدهم وجد معه جراب الخنجر…
والقاضي كامبو هو الذي ترأس جلسة محاكمة هذا الخباز ولم يقم بأية محاولة
لحمايته حيث طبق بأمانة مبدأ “عدم قضاء القاضي بعلمه” ورأى أن واجبه يقضي
عليه تفحص القضية على أساس الأدلة المقدمة فيها كأية قضية أخرى… واعتبر
المتهم مرتكبا للجريمة طبقا لنصوص القانون وحكم عليه بالإعدام.
ويلاحظ من خلال مقتضيات هذه القضية أن القاضي تمسك بالتطبيق الحرفي
للقاعدة وقضى بإدانة المتهم المعروض عليه متناسيا أن الأساس في الدعوى
ليس هو إدانة أي شخص لبيان أن العدالة تأخذ مجراها وإنما عقاب المرتكب
الحقيقي للفعل الإجرامي، فما كان يجب عليه اتخاذ هذا الموقف خصوصا وأن
عدم قضاء القاضي بعلمه تنحصر على الأشخاص فقط دون الوقائع وحيثيات الجريمة
فقد حكم القاضي على الشخص البرئ بالاعدام على الرغم ان القاضي نفسه هو شاهد
على الجريمه التي وقعت امام منزله وبمرور الايام ظل القاضي يؤنب نفسه المعذبه بهذا
الخطا الفادح ولكي يرتاح من عذاب الضمير . اعترف امام الرأي العام بانه اخطا في هذه
القضيه وحكم على شخص برئ بالاعدام فثار الرأي العام ضده واتهم بانه ليس عنده
امانه ولا ضمير وذات يوم اثناء النظر في احد القضايا وكان هذا القاضي هو نفسه
رئيس المحكمه فوجد المحامي الذي وقف امامه لكي يترافع في القضيه مرتديا
روب اسود
فسأله القاضي لماذا ترتدي هذا الروب الاسود؟
فقال له المحامي لكي اذكرك بما فعلته من قبل وحكمت ظلما على شخص برئ
بلاعدام ومنذ تلك الواقعه اصبح الروب الاسود هوالزي الرسمي في مهنة المحاماه
و انتقل الى سائر الدول
(و يقال ايضا ان اصل القصة فرنسي لانها وقعت في فرنسا و القاضي كان فرنسي
و هم اول من ارتدى هذا الروب الاسود)